التّدخين وتساقط الشّعر: هل يتسبّب التّدخين بتساقط الشّعر؟

إنّ الآثار السّلبيّة للتّدخين في صحّة الفرد لا تعدّ ولا تحصى. لا نسمع عن بعض هذه التّأثيرات على الإطلاق، ومن المدهش أنّ البعض الآخر لم يتمّ التّحدّث عنها بعد. إذ اكتسبت الدّراسات القائمة على الملاحظة حول تأثير التّدخين في تساقط الشّعر مزيدًا من الاهتمام في أوائل عام 2000. لذلك، ونظرًا للآثار النّفسيّة للثّعلبة الذّكوريّة، وتساقط الشّعر عند الرّجال والنّساء على حدّ سواء، فإنّ زيادة المعرفة العامّة بالصّلة الّتي تربط التّدخين بتساقط الشّعر توفّر فرصة تعلّم كبيرة حول الصّحّة200. هذا ما نعتزم القيام به في هذا المقال.

ماذا يخبرنا الباحثون؟

وجد سالم وآخرون (2021)201 أن انتشار الثّعلبة الأندروجينيّة كان بنسبة أعلى بشكل ملحوظ بين المدخّنين، على الرّغم من أنّ شدّتها لم تكن مرتبطة بكثافة التّدخين. كما يوضح باباجوني وآخرون (2021)202 أن التّدخين يؤثّر في دورة تطوّر الحويصلات ولون الألياف، فضلًا عن كونه سببًا يمكن الوقاية منه للحدّ من أمراض جهازيّة خطيرة. إذ تتراكم مادّة النّيكوتين في بصيلات الشّعر وجذعه نتيجة التّعرض لدخان السّجائر في البيئة. يسرد كافاديا وميسور (2022)203 التّأثيرات المحتملة للتّدخين في تساقط الشّعر، فاستنتجوا أنّ التّدخين قد يسبّب تساقط الشّعر عن طريق:

  • تضييق الأوعية (انقباض الأوعية الدّمويّة ممّا يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدّمّ)
  • تكوين وصلة الحمض النّوويّ، ممّا يؤدّي إلى تلف الحمض النّوويّ وانحسار بصيلات الشّعر
  • الشّيخوخة (فقدان قدرة الخليّة على الانقسام والنّموّ)
  • التّأثيرات الهرمونيّة (لأنّ التّدخين يمكن أن يرفع مستويات الأندروجين، لذا يمكن ربط احتماليّة الإصابة بالثّعلبة الأندروجينيّة بمستويات أعلى من هرمون التّستوستيرون)

وخلصوا إلى أنّ ثمّة صلة كبيرة بين التّدخين والصّلع الذّكوري وفقًا للبيّانات الحاليّة.

كيف يسبّب التّدخين تساقط الشّعر؟

يمكن أن يؤذي التّدخين بصيلات الشّعر ويؤدّي إلى تساقط هذا الأخير. من أكثر الطّرائق وضوحًا الّتي يتسبّب فيها التّدخين في تساقط الشّعر:

  • الإجهاد التّأكسديّ: الخلايا الموجودة في بصيلات الشّعر معرّضة للإجهاد التّأكسديّ204.
  • تدفّق الدّمّ: يتراكم البلاك في الأوعية الدّمويّة نتيجة للتّدخين205. قد يكون سبب تساقط الشّعر هو ضعف إمداد فروة الرّأس بالدّمّ.
  • بحسب دراسة أجريت عام 2013، ثمّة علاقة تربط ظهور الشّيب قبل سنّ الثّلاثين بتناول السّجائر206.

ماذا تفعل كلّ هذه الأدلّة ضمنيًّا؟

باختصار، تكشف الأدلّة أنّ التّدخين قد يؤثّر سلبًا في نموّ الشّعر ويؤدّي إلى تساقطه من خلال تفاقم حالة بصيلاته207. وهكذا، فإنّ التّدخين:

  • يقلّل من تدفّق الدّمّ إلى بصيلات الشّعر
  • يتسبّب في تلف الحمض النّووي الخاصّ بالمدخّن
  • يجعل الشّعر أكثر هشاشةً وجفافًا

هل يمكن عكس الضّرر الّذي أدّى إلى تساقط الشّعر جرّاء التّدخين؟

عندما يتوقّف الفرد عن التّدخين، يمكن عكس بعض الأضرار الّتي يلحقها التّدخين بجسمه. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يمكن عكس الضّرر الّذي أدّى إلى تساقط الشّعر بسبب التّدخين208.

في الختام، قد تتدفّق المواد الكيميائيّة من الرّئتيْن إلى مجرى الدّمّ عندما يستنشق الفرد دخان السّجائر. تنتقل هذه الجزيئات عبر مجرى الدّمّ إلى أجزاء أخرى من الجسم، حيث قد يكون لها تأثير ضارّ في مجموعة متنوّعة من عناصر الصّحّة. يُعتقد أنّ التّدخين يعزّز تساقط الشّعر عن طريق خفض تدفّق الدّمّ إلى فروة الرّأس وإتلاف الحمض النّوويّ لبصيلات الشّعر من بين أمور أخرى. قد يساعدكم الإقلاع عن التّدخين على استعادة كميّة صغيرة من الشّعر وتحسين صحّتكم بعدّة طرائق أخرى209.

References:

Find the Right Product(s) for You

اعثر على المنتجات المناسبة لك

قم بإجابة بعض الأسئلة القصيرة لمعرفة المنتج المناسب لك.