هل السّجائر الإلكترونيّة/ بدائل التّدخين الإلكترونيّ ضارّة؟

إذا فكّرتم في محاولة الإقلاع عن التّدخين فأنتم لستم الوحيدين، إذ يقول حوالي سبعة من كلّ عشرة مدخّنين إنّهم يرغبون في الإقلاع عن التّدخين. يعتبر الإقلاع عن هذه العادة أحد أكثر الأمور المفيدة للصّحّة لأنّ التّدخين يضرّ عمليًّا بكلّ عضو في الجسم، لا سيّما القلب والرّئتيْن. فإنّ كلا التّدخين والتّدخين السّلبيّ مسؤولان عن حوالي ثلث الوفيات النّاجمة عن أمراض القلب135.

قد تميلون إلى استخدام السّجائر الإلكترونيّة (السّجائر الإلكترونيّة، وأقلام الـ vape، وغيرها من أجهزة الـ vaping الّتي لا يمكن التّخلّص منها وتلك الّتي تتلف كالـ iqos) وذلك لتسهيل الانتقال من تناول السّجائر العاديّة إلى الإقلاع عن التّدخين تمامًا. ولكن هل السّجائر الإلكترونيّة (المعروفة أيضًا باسم vaping) أكثر صحّة من منتجات التّبغ؟ هل يمكن أن تساعد السّجائر الإلكترونيّة الأفراد على الإقلاع عن التّدخين للأبد؟ وهل الآثار الصّحيّة للسّجائر الإلكترونيّة ضارّة كتلك الموجودة في سجائر التّبغ؟

يكتسب تدخين السّجائر الإلكترونيّة شعبية سريعة وسط المراهقين والأثرياء وسكّان المدن في جميع أنحاء العالم. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضّوء على مخاطر تدخين السّجائر الإلكترونيّة على صحّة الإنسان.136

آثار تدخين السّجائر الإلكترونيّة

تمتّ دراسة العواقب الفسيولوجيّة لتناول السّجائر الإلكترونيّة في تسعة تحقيقات. يتمّ التّرويج بشكل روتينيّ للسّجائر الإلكترونيّة على أنّها "غير ضارّة". وفي حين أنّ الجزيئات المستنشقة الموجودة بالسّجائر الإلكترونيّة قد تكون أقلّ خطورة وأقلّ ضررًا من تلك الموجودة بالسّجائر العاديّة، فإنّ البحث لتحديد ما إذا كان تناول السّجائر الإلكترونيّة عامّةً أقلّ خطورة على المدخّن الفرديّ من تناول السّجائر التّقليديّة غير حاسم. إذ أكدّت الدّراسات أنّ مثل هذا التّدخين قد يؤدّي إلى ما يلي:

  • الشّعور بالانزعاج على مستوى الفم والحلق والمعاناة من السّعال الجافّ منذ التّناول الأول. إلّا أنّ هذه الأعراض تقلّ مع التّناول المستمر.
  • ما من تغيير في معدّل ضربات القلب وفي مستوى أوّل أكسيد الكربون أو مستوى النّيكوتين في البلازما.
  • انخفاض أكسيد النّيتريك المنبعث الجزئيّ وارتفاع السّعة الحيويّة ومقاومة التّدفّق التّنفّسيّ جرّاء بتناول السّجائر.
  • ما من تغيير في مؤشّرات تعداد الدّمّ الكامل
  • ما من تغيير في وظائف الرّئة، ولا في وظائف القلب كما تمّ تقييمها بواسطة تخطيط صدى القلب137.
     

المركّبات الكيميائيّة في التّدخين الإلكترونيّ والّتي تسبب آثارًا جانبيّة:

تسبّب المركّبات الكيميائيّة المتنوّعة للسّجائر الإلكترونيّة والجسيمات متناهية الصّغر تهيّج البلعوم والجهاز التّنفّسيّ العلويّ والسّفليّ والسّعال الجافّ، كما تظهر بعض الأبحاث أنّها خطيرة ومسرطنة. من المعروف أيضًا أنّ دخان السّجائر الإلكترونيّة وضبابها المحتويان على الجليكول والجلسرين ينتجان أغشية مخاطيّة جافّة تهيّج مجرى الهواء العلويّ. ويشيع استخدام البروبيلين جليكول، وهو مهيّج للجهاز التّنفّسيّ، كمادّة دافعة موجودة في السّجائر الإلكترونيّة. إنّ التّأثير الرّئويّ القصير المدى النّاتج عن دخان السّجائر الإلكترونيّة يمكن مقارنته بتأثير دخان السّجائر التّقليديّة يتنج عنه تقييد الشّعب الهوائيّة.138

وفقًا للأبحاث، يمكن لتناول السّجائر الإلكترونيّة أن يؤدّي يوميًّا إلى مضاعفة خطر الإصابة بنوبة قلبيّة أربعة أضعاف أكثر وفقًا لتحليل استقصائيّ شمل أكثر من 70000 فرد. ترأّس الدّراسة أكاديميّون في جامعة كاليفورنيا في ولاية سان فرانسيسكو. وبحسب الأبحاث، يبدو أنّ نمط تناول السّجائر الأكثر شيوعًا بين مدخّني السّجائر الإلكترونيّة، والتّناول المشترك للسّجائر الإلكترونيّة والسّجائر التّقليديّة، أكثر خطورة من تناول أيّ منتج بشكل منفرد. إذ اكتشفت الدّراسة أيضًا أنّ تدخين كلّ من السّجائر الإلكترونيّة والسّجائر التّقليديّة يوميًّا يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبيّة خمسة أضعاف أكثر مقارنة بغير المدخّنين.139

نظرًا إلى أنّ السّيجارة الإلكترونيّة لا تحترق ولا تطلق دخانًا كالسّيجارة التّقليديّة، فقد يُفترض أنّها لا تحفّز التّدخين السّلبيّ. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى ما هو عكس ذلك. إذ أجرى شوبر وآخرون دراسة للتّحقيق في التّلوّث الدّاخليّ النّاتج عن استخدام السّجائر الإلكترونيّة، واكتشفوا 7 هيدروكربونات متعدّدة العطور، بالإضافة إلى مستوى عالٍ من النّيكوتين، والبروبان-1-2-ديول، والجلسرين، والألمنيوم، وكلّها صنّفتها الوكالة الدّوليّة لأبحاث السّرطان كمادة مسرطنة. كما وجد بحث آخر أنّ الفورمالديهايد، والأسيتالديهيد، والأيزوبرين، وحمض الأسيتيك، وثاني البيوتانيديون، والأسيتون، والبروبانول، والبروبيلين جليكول، والدياسيتين (المنبعث من الإضافات العطريّة)، والزّيوت العطريّة، والنّيكوتين تتوزّع في الدّخان المنبعث في المحيط أثناء إشعال السّجائر.140

هل تناول السّجائر الإلكترونيّة يسبّب الإدمان؟

إنّ مادّة النّيكوتين، أي المادة الكيميائيّة القويّة للغاية والموجودة في نباتات التّبغ، حاضرة في أجهزة السّجائر الإلكترونيّة. فعندما يستنشق الفرد بخار النّيكوتين، يتمّ امتصاص الدّواء فورًا عبر الأوعية الدّمويّة المبطّنة للرّئتيْن. وفقًا للدّراسات، قد يصل النّيكوتين إلى الدّماغ في أقل من 10 ثوانٍ ليغيّر طريقة عمل هذا الأخي مع مرور الوقت من خلال زيادة إفراز الدّوبامين في نظام المكافأة الموجود في الدّماغ، ممّا يجعل الفرد يطوق إلى الكثير من المادّة الّذي أدمن عليها. علاوةً على ذلك، قد تكون أقلام الـ vape إلزاميّة كالسّجائر العاديّة، إن لم تكن أكثر منها. وفقًا لدراسة حديثة، انتهى الأمر بمعظم الأفراد الّذين أرادوا الإقلاع عن التّدخين بتناول السّجائر العاديّة بلإضافة إلى الإلكترونيّة منها وذلك وفقًا لدراسة أخرى تمّ إجراؤها في المكتبة الوطنيّة للطّبّ.141

هل يمكن التّفكير في تناول السّجائر الإلكترونيّة أو البخاريّة باعتبارها علاج ببدائل النّيكوتين؟

لم تصرّح إدارة الغذاء والدّواء بأنّ السّجائر الإلكترونيّة أداة للإقلاع عن التّدخين. فحتّى الآن، تشير الأبحاث إلى وجود أدلّة قليلة تؤكّد أنّ السّجائر الإلكترونيّة تساعد المدخّنين على الإقلاع عن التّدخين. ثمّة تقنيّات بديلة مجرّبة وحقيقيّة وخالية من المخاطر وفعّالة للإقلاع عن التّدخين. إذ يعدّ استشارة طبيب أو ممرّض أو مستشار محترف مختصّ بالإقلاع عن التّدخين من أفضل الأساليب المناسبة للأفراد للبدء برحلة الإقلاع هذه. كما يستخدم العديد من الأفراد العلاج ببدائل النّيكوتين بهيئة لصقات أو علكة للإقلاع عن التّدخين، وهو ما يقول الأطباء والأخصّائيّون الآخرون إنّه أحد أكثر الأساليب فعاليّة الّتي قد يتّخذها المدخّنون لبدء رحلتهم.142

ويبدو أنّ موضة تناول السّجائر الإلكترونيّة، حتّى الآن، ليست آمنة كما قد يتوقّعه المرء. إذ تقبّل الأفراد ذوو المعرفة المحدودة بالابتكار الجديد على أنّه بديل للتّدخين، مفترضين أنّه سيكون أقلّ خطورة. وتكمن المشكلة في أنّ العديد من المنتجات الموجودة في السّوق ليست منظّمة من قبل إدارة الغذاء والدّواء، ممّا يعني أنّه لم يتمّ تقييمها بدقّة لمعرفة ما إذا كانت آمنة لدخول مكوّناتها الجسم. علاوةً على ذلك، من الممكن ألّا يفهم المرء مقدار التّناول المناسب أو ما يشكّل المقدار المميت لذلك. لوضع أساس منطقيّ واستراتيجيّة طويلة الأمد بهدف التّحكّم في تصنيع السّجائر الإلكترونيّة وتسويقها واستخدامها، يجب معرفة التّأثير البيولوجيّ والفسيولوجيّ الطّويل المدى لهذه المنتجات وتحليلها. ستظهر حاجة لإجراء أبحاث طويلة الأمد وظيفيّة ومتعلّقة بالسّموم على أعضاء معيّنة لتعزيز هذه النّتائج. كما يجب أن تتضمّن هذه الدّراسات المقارنة السّجائر الإلكترونيّة مع منتجات حراريّة، ممّا يوفّر أساسًا علميًّا متينًا لمساعدة إدارة الغذاء والدّواء على تنظيم عمليّات تصنيع السّجائر الإلكترونيّة (بما في ذلك متغيّرات السّجائر البخاريّة التّشغيليّة ومعايير صناعة الأجهزة) والمحتويات المسموح بها (المعايير الوصفيّة والتّحليليّة) للسّوائل الإلكترونيّة.143

من المؤسف أنّ الأفراد ما زالوا يفضّلون تناول السّجائر الإلكترونيّة البخاريّة على الرّغم من النّتائج الّتي أظهرتها الدّراسات. ثمّة حاجة طبعًا إلى مزيد من الأبحاث بهدف فهم مدى التّأثيرات الضّارة لاستنشاق المركّبات الغريبة الّتي تبدو سامّة. تؤثّر هذه السّموم في جميع الأفراد: فهي تؤثّر في الأطفال قبل ولادتهم كما في حياة المسنّين الّذين قرّروا الإقلاع عن التّدخين. غالبًا ما تسبّب المواد الكيميائيّة مشاكل في الجهاز التّنفّسيّ بالإضافة إلى مشاكل في القلب بسبب قدرة النّيكوتين على تضييق الأوعية الدّمويّة، وفي بعض الحالات قد تسبّب الوفاة. لتلخيص كلّ ما سبق، ما من تقييم دقيق لهذه المواد الكيميائيّة الّتي يتمّ استنشاقها والّتي قد يكون لها عواقب سلبيّة على كلّ من المستخدمين وغيرهم.144.

References:

How to Help Conquer Cravings

كيف تتغلب على الرغبة الشديدة في التدخين؟

جمعنا لك أهم النصائح التي ستساعدك على تجنّب الرغبة في التدخين وتخفيف أعراض انسحاب النيكوتين.

Find the Right Product(s) for You

اعثر على المنتجات المناسبة لك

قم بإجابة بعض الأسئلة القصيرة لمعرفة المنتج المناسب لك.